د. ضيف الله مهدي
في مدخل بيش الشمالي وقريب من المطعن ومسلية، كانت توجد على الشمال وأنت داخل إلى بيش وعلى اليمين وأنت خارج من بيش جنتان ليستا لهما مثيل في الصيف وفي الشتاء. كانت الجنتان تقع قريبة من بعض، الأولى تسمى حلة الكدرة وجارتها تسمى حلة العواضي، ومأهولة الجنتان بالسكان.
رجال ليسوا كباقي الرجال فكل المواصفات الجميلة فيهم وكل السلوكيات الحسنة هي سلوكياتهم والأخلاق والشجاعة والكرم هي ديدنهم. الرجل من أهل الكدرة هو بألف رجل فيما سواها من القرى، خاصة آل حميران هم العز والفخر والجمال الحسن والشجاعة والكرم والشعر والأدب. أبي والدي محمد بر حسين في دمه من دمائهم، وإذا انتدب وقال "خولتي آل حميران" فمعه الحق وله الفخر والعز، هم كل الرجولة والجمال والكرم.
👤 الوالد الشيخ محمد بن إبراهيم حميران
علمنا البيشي الذي سأتحدث عنه هو الوالد الشيخ محمد بن إبراهيم بن محمد حميران. أعرفه جيداً فيه من الشهامة والوفاء والكرم والرجولة ما لا يحصى ولا يعد، بل لو وزع منها على ألف رجل لكفتهم وزادت، وهو والد زميلي في المراحل الدراسية علي بن محمد بن إبراهيم حميران يرحمه الله الذي توفى ونحن في السنة الثالثة بكلية التربية في أبها.
الوالد محمد بن إبراهيم حميران كان مزارعاً وكان وكيلاً للشيخ أحمد باصهي وحرمه السيدة عواضة على الأراضي التي كانوا يملكونها شرق حلة الكدرة وسميت باسمها (العواضية). وكانت الكدرة كما قلت في ذلك الزمن أرض زراعية بل جنة يأتيها الناس من كل حدب وصوب. واشتهرت حلة العواضي بقصر السيدة عواضة والبئر التي حفرتها وتسمى العواضية، وكان مصلى العيد في بداية التسعينات الهجرية في حلة العواضي. وهناك عقم لتحويل مياه وادي بيش إلى الأراضي الزراعية يعرف بعقم العواضي.
وقصر العواضي الأثري كان يجتمع فيه:
الشيخ أحمد مهدلي يرحمه الله
الشيخ محمد بن إبراهيم حميران يرحمه الله
الشيخ محمد حمود حميران يرحمه الله
أبوي الشريف محمد بر حسين يرحمه الله
وأهل القصر.
الوالد الشيخ محمد بن إبراهيم حميران كان رجلاً كريماً شهماً وشجاعاً وصاحب حق وكلمته مسموعة في القرية كلها وخارج القرية. سكنت وعائلتي في عام ١٣٩٠–١٣٩١هـ في حلة الكدرة وكنت حينها أدرس في الصف الثاني الابتدائي، وعرفت الكثير من أهلها وناسها. وعرفت الكثير من أهلها وأبنائها عندما كنت معلماً بمدرسة المطعن الابتدائية والمتوسطة وكانوا من خيرة الطلاب ومنهم: ذيبان حميران وإبراهيم سعيدي وأحمد مليحي والأستاذ الرائع عيسى زحيفي وأخوه العبقري الراحل يرحمه الله الأستاذ حسن زحيفي وأحمد محمد حميران وعيسى حميران وطالب عبقري صار معلماً نسيت اسمه وأظنه عيسى الروضي وكثير ممن نسيتهم.
📜 أخوال الوالد وشعر الجد الشاعر
بقي عليّ أن أعرج على أخوال أبوي الدين، كان أبي يرحمه الله يحبهم كثيراً ومن حبه لهم حبيتهم أنا، وسأذكرهم ضمن سطوري هذه:
الجد محمد بن منصور حميران
الجد علي بن منصور حميران
الجد الشاعر أحمد بن منصور حميران والد العملاقان:
العم محمد بن أحمد بن منصور حميران المعروف بمحمد الشاعري
العم حسين بن أحمد بن منصور حميران المعروف بحسين الشاعر رحم الله أبي وأخواله وأعمامي محمد وحسين الشاعر وجدتي شقراء وجدتي شيخة وجدتي شوقة.
وفي السيرة باقي الكثير وحتى لا تطول السطور على القارئ ويمل أكتفي بهذه، أبيات شعر فكاهية قالها الجد الشاعر أحمد بن منصور في ابن أخته، والدي:
ونا شنادي علي وقول
يا كمكمي كبيت ولد الشريف
وفي النهاير حمي
لو كان معه حيسية
ولحمها مدمدمي
وأربع مشالخ عسل
وهو قديه خمخمي
يدخل بها عشته
وزربها محلكمي
وستعش حوت كسيف
وما معه آدمي
وإلا يشَرِّب لبن
والخشم كالزمزمي
أنفه كأنف الهنوف يقبلك يتحطلمِ
