لم تعد تربية الابناء تقتصر على المنزل والمدرسة والحي بل امتدت لتشمل فضاء جديدا وواسعا هو الإنترنت أصبح العالم الرقمي جزءا لا يتجزأ من حياة ألأطفال وهو ما يضع على عاتق الآباء مسؤولية إضافية تتمثل في إيجاد توازن بين الاستفادة من مزايا هذا العالم وتجنب مخاطره.
إن تربية الابناء عبر الإنترنت ليست مجرد مصطلح بل هي منهج يتطلب وعيا وجهدا مستمرا فمن جهة يتيح الإنترنت فرصا هائلة للتعلم والتواصل والترفيه يمكن للأطفال استكشاف مواضيع جديدة وتنمية مهاراتهم والتواصل مع أقرانهم من ثقافات مختلفة لكن من جهة أخرى يواجهون تحديات كبيرة مثل التعرض للمحتوى غير اللائق والتنمر الإلكتروني وإدمان الألعاب والشاشات والتأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية وصورة الذات.
التحديات الرئيسية لتربية الابناء عبر الإنترنت
التعرض للمحتوى الضار يسهل الوصول إلى محتوى عنيف أو غير أخلاقي أو مضلل مما يستلزم من الآباء مراقبة المحتوى الذي يشاهده أبناؤهم.
التنمر الإلكتروني يمكن أن يتعرض الأطفال للتنمر من قبل أقرانهم عبر الإنترنت وهو ما قد يسبب لهم ضغوطا نفسية كبيرة.
إدمان الشاشات قضاء ساعات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية يؤثر سلبا على صحة الطفل الجسدية والنفسية ويؤثر على أدائه الدراسي وعلاقاته الاجتماعية.
الخطر على الخصوصية والأمن قد يقع الأطفال ضحية للمحتالين أو المخادعين عبر الإنترنت إذا لم يكونوا على دراية بمخاطر مشاركة المعلومات الشخصية.
أدوات واستراتيجيات لتربية رقمية ناجحة
لمواجهة هذه التحديات على الآباء أن يكونوا حاضرين ومشاركين في الحياة الرقمية لأبنائهم إليك بعض النصائح الأساسية:
كن قدوة حسنة يراقب الأطفال سلوكنا لذا علينا أن نكون قدوة في استخدامنا للتكنولوجيا خصصوا أوقاتا خالية من الأجهزة واقرأوا الكتب وتواصلوا وجها لوجه.
التواصل المفتوح تحدثوا مع أبنائكم عن الإنترنت لا تخافوا من طرح الأسئلة والاستماع لإجاباتهم شجعوهم على إخباركم بما يقلقهم أو يزعجهم.
ضعوا حدودا واضحة حددوا وقتا معينا لاستخدام الأجهزة وقواعد واضحة للمحتوى المسموح به استخدموا أدوات المراقبة الأبوية للمساعدة في فلترة المحتوى غير المناسب.
علموهم التفكير النقدي ساعدوهم على التمييز بين الأخبار الحقيقية والمزيفة وكيفية التعامل مع المعلومات التي يجدونها على الإنترنت.
شجعوا الأنشطة الواقعية خصصوا وقتا للعب في الهواء الطلق وممارسة الرياضة والتفاعل الاجتماعي مع الأصدقاء والعائلة.
بناء جيل رقمي واع
إن تربية الأبناء في العصر الرقمي تتطلب جهدا كبيرا وتواصلا مستمرا الهدف ليس عزلهم عن العالم الرقمي بل تعليمهم كيفية استخدامه بحكمة ومسؤولية ليكون أداة للتعلم والنمو لا مصدرا للمشاكل تذكروا دائما أن دوركم هو إعدادهم لعالم الغد وهذا العالم بات رقميا بامتياز.
لا يمكن تجاهل حقيقة أن التكنولوجيا موجودة لتبقى ودورالمربين هو تحويلها من تهديد محتمل إلى فرصة حقيقية لبناء جيل واع ومسؤول ومجهز للتعامل مع تحديات المستقبل الرقمي والاستفادة منه .
بقلم : فيصل بن احمد البقمي