وصف المدون

.bigmag-post-author { display: none; }
الصفحة الرئيسية غير مصنف حديث الشيخ الدكتور عائض القرني

حديث الشيخ الدكتور عائض القرني



د. ضيف الله مهدي

لم يعجبني حديث الشيخ عائض القرني مؤخرًا، والذي يخاطب فيه الآباء أو يذكر لهم أن أبناءهم وأهلهم في ليلة موتهم وهم في قبورهم سيأكلون بشراهة من الأطعمة والمفطحات التي تصل إليهم من البعض أو يشترونها، وجل همهم هو الحصول على قارورة الشطة، متناسين آباءهم الذين انتقلوا إلى رحمة الله تعالى.

عجبًا لك أيها الشيخ، كيف تتحدث بمثل هذا الكلام وتزرع الشكوك في نفوس الآباء تجاه أبنائهم وأهلهم وأقاربهم وتوغر صدورهم بمثل هذا الكلام؟!

تأثير الكلمات القاسية على كبار السن

وأنت تعلم أو فاعلم أن الرجل كلما تقدم به العمر يصدق ما يقال له، وتصبح نفسه ليست كما كانت وهو في عمر الثلاثين والأربعين وحتى الخمسين. وتختلف طبائع وأمزجة وعقول ونفسيات الناس كلما تقدمت بهم الأعمار. وتصبح نفوسهم وأحاسيسهم رقيقة جدًا ولا يتحملون بعض الكلام وعدم تلبية أبنائهم لمطالبهم، وأن كلمة أُفٍّ تؤثر على نفسياتهم وتتعبهم. ولهذا قال الله سبحانه مخاطبًا الإبن: ﴿فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾.

الجزعة والغضب وكلمة "أُف" تؤثر على نفسيتهما وتتعبهما، فكيف بمن يقول للأب: "بمجرد أن تموت سينساك أبناؤك وسيكون همهم الأكل والشرب ومكملات الأكل ومشهياته كالشطة وغيرها، واقتسام ما تركته لهم". هذا الكلام أكبر أثرًا في النفس وأشد ألمًا في القلب، من ساعة وقوعه.

الاعتذار بعد فوات الأوان

نعم أنت اعتذرت يا شيخ - وهذا شيء جميل منك - في فيديو آخر وقلت أنك كنت تداعب، ولكن بعد ماذا؟! فقد استمع الكثير إلى ما قلت.

قرأت مرة أن زوجة رجل ماتت وعنده عشرة من الأبناء وعنده خير ومال كثير، وأبناؤه منعوه من الزواج، ليس لأنه لا يستطيع ذلك ولكن خوفًا على المال الذي سيرثونه بعد وفاته، وتأثر لمنع أبنائه له. فمات الأبناء العشرة واحدًا بعد آخر، فلما قضوا جميعًا وأصبح هو بمفرده، تزوج فرزقه الله بعشرة أبناء عوضًا عن الذين توفاهم.

واجبنا تجاه الآباء والأبناء

لا يحق لأي شخص أن يزرع الشكوك والعداوة والبغضاء بين الآباء والأبناء مهما كان!

حتى لو سمعت أبًا يذكر أبناءه بسوء أو يدعو عليهم، فحاول تذكرهم عنده بخير وتدعو في هدايتهم، ولو فعلت مثله لكرهك. ولو وجدت أبًا يضرب ابنه وقلت له: زده ضربًا وأوجعه، لكرهك. ولكنك لو قلت له: "خلاص كفاية، هذا وجهي عليك أرجوك اتركه"، لأحبك هذا الأب.

كان ينبغي أن تقول: كلنا راحلون من هذه الدنيا وعسى الله أن يخلفنا في أبنائنا خيرًا، وأن يخفف عليهم ألم فراقنا والحزن الذي سيصيبهم بعد وفاتنا، وأن يرزقنا برهم حتى بعد وفاتنا، فيدعون لنا ويذكروننا بخير ويترحمون علينا.

والله إني ما نسيت زملاء وأصدقاء وجيران وشيوخ عرفتهم في محاضرات ماتوا، فكيف أنسى أبي وأمي وأخي وأختي؟!



إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع