الفشل هو تجربة إنسانية عالمية، لا ينجو منها أحد. إنها تلك اللحظة التي تنهار فيها خططنا، وتتحطم آمالنا، ونشعر بمرارة الإحباط. لكن في هذا الإحساس بالهزيمة، يكمن سؤال مهم: ما هو الشيء الوحيد الذي يمكنه أن يتغلب على الفشل ويحول مسارنا من النهاية إلى البداية؟ الاصرار هو الجواب. ليس مجرد الرغبة في المحاولة مرة أخرى، بل هو القوة الداخلية التي تدفعنا للنهوض بعد كل سقوط، والتعلم من أخطائنا، والمضي قدمًا بثقة أكبر. الإصرار ليس غيابًا للخوف، بل هو الإيمان بأننا قادرون على تحقيق أهدافنا رغم وجوده.
إن الإصرار يتجلى في أشكال مختلفة:
إعادة التعريف: الفاشل يرى الفشل كنهاية للطريق بينما يراه المُصرّ على أنه مجرد فرصة للتعلم والتجربة. إن كل خطأ يرتكبه هو درس يجعله أكثر حكمة واستعدادًا للمحاولة التالية.
المرونة والتكيف: الإصرار ليس التمسك بنفس الخطة الفاشلة بل هو القدرة على التكيف وتغيير المسار. إنه فهم أن هناك أكثر من طريقة لتحقيق الهدف، وأن المرونة هي مفتاح النجاح.
الشغف والدافع: غالبًا ما يولد الإصرار من شغف عميق بالهدف. عندما يكون لديك دافع قوي لتحقيق شيء ما، يصبح الفشل مجرد عائق مؤقت، وليس نهاية المطاف. إن الشغف هو الوقود الذي يغذي محركات الإصرار.
إن قصص النجاح العظيمة مليئة بالقصص عن الفشل. اديسون الذي فشل آلاف المرات قبل أن يضيء المصباح الكهربائي، لم يقل "لقد فشلت"، بل قال "لقد وجدت 10,000 طريقة لا تعمل .. مايكل جوردن أسطورة كرة السلة، طُرد من فريقه في المرحلة الثانوية، لكنه لم يستسلم. هذه القصص ليست عن أشخاص لم يفشلوا أبدًا، بل عن أشخاص امتلكوا إصرارًا لا يتزعزع.
في النهاية، الفشل ليس هزيمة دائمة، بل هو فرصة ثمينة للنمو. إن الشيء الوحيد الذي يحدد مصيرنا ليس عدد مرات سقوطنا، بل عدد المرات التي ننهض فيها بعد السقوط. الاصرار هو القوة التي تحول الفشل إلى خطوة نحو النجاح، وهو السلاح السري الذي لا يقهر في معركتنا ضد الإحباط .
بقلم : فيصل البقمي