تعد العلاقة بين الفن والمجتمع علاقة معقدة ومتشابكة فهي علاقة تبادل وتأثير متبادل الفن ليس مجرد زخرفة او ترفيه فقط بل هو مرآة تعكس الواقع الاجتماعي والثقافي والأدبي للمجتمع وفي المقابل المجتمع هو المصدر الذي يستقي منه الفنان إلهامه ومواضيعه لذلك فإن بناء هذه العلاقة وتعزيزها امر حيوي لتقدم اي مجتمع وتطوره
يمكن بناء هذه العلاقة من خلال عدة محاور اساسية اولها هو التعليم يجب ان يكون الفن جزءا اساسيا من المناهج التعليمية في جميع المراحل الدراسية لتعريف الاجيال الجديدة بأهمية الفن ودوره في الحياة وغرس الحس الجمالي لديهم وتنمية قدراتهم الابداعية ثانيها هو إتاحة الفن للجميع يجب العمل على جعل الاعمال الفنية الثقافية مثل المتاحف والمسارح والمعارض في متناول جميع افراد المجتمع بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية يمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم فعاليات فنية مجانية او بأسعار رمزية في الاماكن العامة ثالثها هو دعم الفنانين يجب ان توفر المؤسسات الفنية الدعم المادي والمعنوي للفنانين لتشجيعهم على الانتاج الفني والابداع يمكن ذلك من خلال منح جوائز وتوفير مساحات عرض وتسهيل مشاركتهم في المعارض الدولية
رابعا تفاعل الفن مع مع الادب يمكن للفن ان يكون اداة فعالة للتعبير عن الثقافة الادبية والتراث سواء كانت دراما او موسيقى او غناء اورسم فعندما يتناول الفنان الادب والتراث يصبح الفن اكثر ارتباطا بالواقع واكثر قدرة على التأثير في الثقافة العامة خامسا استخدام الفن في التنمية المجتمعية يمكن استخدام الفن كأداة لتحسين جودة الحياة في المجتمعات المحلية على سبيل المثال يمكن تزيين وابتكار اشكال جمالية فنية للاحياء السكنية لتحويلها الى اماكن اكثر جمالا وحيوية ان بناء علاقة قوية بين الفن والمجتمع يتطلب جهدا مشتركا من الفنانين والمؤسسات الثقافية والافراد على حد سواء فعندما يصبح الفن جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية يتحول المجتمع الى مكان اكثر ثراء وجمالا وتسامحا واكتر ابتكارا وابدااع .
